هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في خطبته :
1- كان إذا خطب احمرّت
عيناه ، وعلا صوته ، واشتدَّ غضبُه ، حتى كأنَّه مُنذرُ جيشٍ ، يقول : "
صَبَّحكم ومسَّاكم " [مسلم] ، ويقول : " بعثت أنا والساعة كهاتين "
[البخاري ومسلم] ، وكان يقرن بين السَّبَّابة والوُسطى ، ويقول : " أما
بعدُ .. فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدْي هَدْيُ محمد صَلى الله
عَليه وسَلمْ ، وشر الأمور محدثاتها ، وكلّ بدعة ضلالة " [مسلم] .
2- وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله .
كان يُعلم أصحابه خطبة الحاجة : " الحمدُ لله نَحْمدُهُ ونستعيْنُهُ ونسْتَغْفِرُهُ ،
ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنا وَسَيِّئاتِ أعمالنا ، من يهد اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومن
يُضلل فلا هادي له ، وأشهدُ أَنْ لا إله إلا اللهُ ، وأن مُحمداً عبدُهُ وَرَسُولُهُ " ، ثم
يقرأ الآيات الثلاث : {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ
مّسْلِمُونَ} [آل عمران : 102] ، {يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ
وَاحِدَةٍ} [النساء : 1]، {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} [الأحزاب : 70] [أبي
داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ].
3-
وكان يعلِّمُهم الاستخارة في الأمور كُلِّها ، كما يُعلمُهم السورةَ من
القرآن فقال : إذا هم أحدُكُم بالمرِ فليركع ركعتين من غير الفريضةِ ،
ثُمَّ ليقل : "اللَّهُمَّ إِنِّي أستخيرُك بعلمك وأستقدرُك بقدرتك وأسألُك
من فضلك العظيم، فإنك تقدرُ ولا أقدرُ ، وتعلمُ ولا أعلمُ ، وأنْتَ
علاَّمُ الغيوب ، اللَّهُمَّ إن كُنت تعلم أن هذا الأمر ـ ويُسمِّي حاجته
ـ خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري ـ وقال : عاجِلِه وآجِلِه ـ
فاقدُرْهُ لي ويِسَّرهُ لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلمُ أن هذا الأمر
شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري ـ أو قال : عاجِله وآجِله ـ فاصرفْهُ
عني واصرفْنِي عَنْهُ واْقْدُر لي الخيرَ حيْثُ كان ثُمَّ رَضِّني بِه "
[البخاري] .