يشتق مصطلح ((أمان))
من العبارة العبرية (أغاف موديعين) ومعناها مكتب الاستخبارات. وتختص بأمن
القوات المسلحة وجمع المعلومات العسكرية الاستراتيجية والعملياتية
والتكتيكية والميدانية عن القوات المسلحة العربية، والطاقات العربية
السياسية والاقتصادية التي يمكن توظيفها لصالح القوات المسلحة واستثمارها
في العمليات الحربية. وتقوم ((أمان)) بتحليل هذه المعلومات واستقرائها
واستخراج النتائج منها.
وتشارك مشاركة أساسية
في وضع الخطط الحربية والتنسيق مع الأجهزة الأخرى ويقوم بجمع المعلومات
ضباط استخبارات الميدان المبثوثون على الحدود وفي مناطق العمليات، وضباط
الاستطلاع الذين يستخدمون وسائل الرصد والاستطلاع البري والبحري والجوي
واللاسلكي والإلكتروني والأقمار الصناعية وغيرها من وسائل الرصد
والاستطلاع.
هذا فيما يتعلق
بالحدود، أما المعلومات الخارجية فتأتي عن طريق الملحقين العسكريين
التابعين لجهاز ((أمان)) والعاملين في السفارات الإسرائيلية. كما تأتي
المعلومات أيضاً من شبكات التجسس العاملة في الخارج، ومن أجهزة
الاستخبارات التابعة للدول المتعاونة مع (إسرائيل) في مجال المعلومات
العسكرية وتبادلها.
وتضم ((أمان)) عدة
أقسام منها قسم للاستخبارات التكتيكية وقسم لكل من الاستخبارات البرية
والجوية والبحرية، وتشارك في إعداد الدراسات الاستراتيجية الخاصة بتقدير
إمكانيات الدول العربية وقدراتها العسكرية وتقييم المواقف السياسية
المختلفة. وتضم أيضاً قسماً خاصاً بالإعلام له صلة وثيقة بالصحفيين
الأجانب العاملين في (إسرائيل)، وبخاصة المراسلين الحربيين. ولهذا القسم
حق المراقبة على كل ما ينشر عن الجيش. وأهم ما يذكر عن جهاز (أمان) هو
تعرضه للتطهير والتطوير بعد فشله في التنبؤ بحرب أكتوبر 1973.
*كتيبة ((لافيه)) الصهيونية.
كتيبة ((لافيه)) من
أخطر الأذرع القذرة التي تستخدمها (إسرائيل) في عمليات تصفية واغتيال
واعتقال الفلسطينيين، وهي تعمل داخل مناطق مأهولة بالسكان، وتتلقى تدريبات
عالية في القضاء على رموز المقاومة الفلسطينية.
كتيبة ((لافيه))
أقيمت بناء على قرار اتخذه رئيس هيئة الأركان العامة السابق للجيش
الإسرائيلي شاؤول موفاز والذي يشغل حالياً وزيراً للدفاع الإسرائيلي، وذلك
بهدف استبدال قوات الاحتياط بوحدات نظامية بعد أن اضطرت قوات الاحتياط إلى
أداء الخدمة لمدة تزيد عن 25 يوماً سنوياً.
وتفيد المصادر
الإسرائيلية أن منطقة جنوب جبل الخليل احتاجت إلى تفعيل 18 كتيبة احتياط
خلال السنة الواحدة، ولكن هذا العدد انخفض بعد تمديد فترة الخدمة العسكرية
الاحتياطية إلى 12 كتيبة فقط. وتؤكد نفس المصادر أنه يصل معدل تكلفة
الخدمة اليومية لكل جندي احتياطي إلى 400 شيكل، وعلى الرغم من جودة وتجربة
وحدات الاحتياط إلا أنها لم تصل إلى درجة عالية من المعرفة للمنطقة
وظروفها بمستوى كتيبة القوات النظامية الثابتة في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن
النموذج الذي اتبع في إقامة الكتيبة اعتمد على الكتائب الميدانية التي
فعلها الجيش الإسرائيلي ((نخشون)) و((شمشون)) و((دوخيفت)) و((خروب)) التي
عملت بشكل دائم حول المدن الفلسطينية، تضاف إليها كتيبة ((نيتساح يهودا))
(جنود من التيار الديني المتزمت والتي تنشط في منطقة غور الأردن).
ويقول قائد الكتيبة
المقدم المعروف باسم ((يهودا)): ((لقد استخلصوا العبر من إقامة الكتائب
السابقة، وأقاموا كتيبة ((لافيه)) ككتيبة مشاة تختص بتنفيذ عمليات عسكرية
وأمنية جارية، وتقوم بمهمات قتالية داخل المناطق المأهولة في ساعات الليل
بشكل يتلاءم مع ظروف المنطقة والسكان((.
ولقد اختيرت قيادة
الكتيبة من كتائب سلاح المشاة في الجيش الإسرائيلي، فـ((يهودا)) قائد
الكتيبة كان نائباً لقائد كتيبة 890 التابعة لقوات المظليين، ونائبه سليم
(وهو درزي) كان قائد سرية في كتيبة ((نخشون))، أما ضابط الكتيبة وضباط
((السريات)) فهم من خريجي وحدات المظليين ((ناحال)) و((جولاني)).
ويقول الملازم أول
((آسي)) قائد الكتيبة ((أ)) إن بعض الجنود طلبوا التجند للكتيبة وبعضهم
وصل إليها لأن هنالك من أرسلهم إلى الكتيبة، والبعض الآخر كان يجب إقناعه
بأن الكتيبة لا تقل قيمة عن الألوية العسكرية. ويضيف: ((لقد أبلغتهم أنني
جئت متطوعاً من كتيبة ((غرانيت)) وانضممت لهذه الكتيبة الجديدة لمعرفتي أن
فعاليتها لا تختلف عن ألوية المشاة)).
ويتضح من الرسوم
التوضيحية لكتيبة ((لافيه)) أن شعارها هو أسد يزأر، وقد رسم جنود وضباط
الفوج الأول للكتيبة رمزاً لها وهو أسد يزأر ومن خلفه سيف. وهذا الرمز جاء
ليعبّر عن اعتزاز الجنود بالانضمام للكتيبة –على حد اعتقادهم- وقام جنود
الكتيبة برسم أجنحة خفاش في مكان مرتفع، كي يعبّروا عن نوعية المهمات
الملقاة على الوحدة، خاصة تلك التي تنفذ في ساعات الليل داخل أماكن
مأهولة. إلا أن رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي رفض الموافقة
على رمز أجنحة الخفاش، لكونه يشبه رمز الوحدة العسكرية البحرية ((13))،
ويشبه أيضاً رموز وحدات خاصة، ووحدات مظليين أخرى في الجيش الإسرائيلي.
ولا يعتمد أعضاء
كتيبة ((لافيه)) على الخرائط وذلك لمعرفتهم بالمناطق، لدرجة أنهم لا
يحتاجون في عملهم إلى خرائط أو صور من الجو، ويزعمون بأن القادة يعرفون
جيداً كل البيوت في أماكن عملهم، والجنود يعرفون شخصياً كل السكان، كذلك
يزعمون أنهم يعرفون كافة المطلوبين معرفة قريبة جداً، حيث إن لكل قائد صور
للمطلوبين الرئيسيين. وهذا يسهل عملهم في إمكانية التعرف عليهم خلال
الفعاليات العادية في الشارع أو على الحواجز، ويقصر من الوقت الذي
يحتاجونه لتخطيط عمليات الاعتقال.
ويستخدم أفراد كتيبة
((لافيه)) أساليب وأجهزة متطورة حيث تستخدم وحدة المراقبة المجهزة بأجهزة
((يوفيل)) للرؤية الليلية، ويتمركزون عند خروجهم لتنفيذ أعمالهم الإرهابية
على أسطح أحد المباني الكبيرة.
ولديهم شاشة جهاز
الرؤية الليلية والتي تظهر صور أشخاص صغار الحجم يرتدون الخوذ، بعد دقيقة
واحدة يصل تقرير عن كل ما هو أمامهم، ويبدأون بمحاصرة المكان والنداء على
المطلوبين بأسمائهم وباللغة العربية تمهيداً لاستسلامهم أو اعتقالهم وإذا
قاوموا لا يتورعون في اغتياله