أنجح عملية للموساد الاسرائيلي .
هو منير جميل حبيب روفا (1934 - 2000) , جاسوس
إسرائيلي من أصل عراقي تمكن في عام 1966 من الهروب بطائرة ميغ 21 تابعة
للقوات الجوية العراقية الى مطار إسرائيلي في عملية منظمة من قبل الموساد
و إشتهرت بعملية 007 , إعتبر الموساد هذه العملية المخابراتية واحدة من
أنجح عمليات الموساد , تمكنت المخابرات الإسرائيلية ايضا من تهريب جميع
افراد عائلة منير روفا من العراق الى إسرائيل وقام الموساد بإعارة الطائرة
المختطفة بصورة مؤقتة لوكالة المخابرات الأمريكية لغرض إجراء التحليلات
الفنية والهندسية المتعلقة بنظريات الطيران والخاصة بتصميم الطائرة.
بعد هبوط الطائرة عقد مؤتمر صحفي سمح لمنير روفا
بالتحدث لفترة وجيزة تحدث فيها عن دوافعه لخيانة بلده وسلاحه مدعياً بانه
كان يعاني من التفرقة الدينية وانه يشعر بان العراق ليس بلده لذلك طلب
اللجوء والهجرة الى الولايات المتحدة. وبعد فترة وجيزة الحقت عائلته به في
اسرائيل ولم يسمح له مغادرة الاراضي الاسرائيلية والتوجه الى اميركا. بل
منح الجنسية "الاسرائيلية" وكوفيء بمنحة مالية.
منير روفا كان ضابط طيار مسيحي عراقي برتبة نقيب
وجاسوس عمل لصالح "اسرائيل" من مواليد بغداد عام 1934 من عائلة ينحدر
اصلها من الموصل قرية تل الكيف ، لأسرة أرثوذوكسية فقيرة ، وكان ترتيبه
الثاني ضمن تسعة أبناء لموظف بسيط، عوقب بالطرد من وظيفته في وزارة
الزراعة ، والحبس لعدة أشهر بسبب تلقيه الرشاوى. متزوج وله بنت وولد ,
اصول عائلته جاءت لاجأة للعراق مع الكثير من العوائل المسيحية التي كانت
تقطن جنوب شرق تركيا وجبال شمال غرب ايران بقرار من عصبة الأمم بسبب الاذى
الذي عانت منه تلك العوائل اثناء العمليات العسكرية للحرب العالمية الاولى
فتم توطينهم في القرى المسيحية المحيطة بالموصل , ويعتقد بعض المحللين إن
هذا الأمر جعله "يعاني من عقد المواطنة ورغبته الجامحة للهجرة لوطن
الاستيطان الافتراضي اميركا" .
فهرست [إخفاء]
1 تجنيده في الموساد
2 الخلفيات السياسية وسباق التسلح
3 لماذا طائرة الميغ 21
4 اهداف من وراء الكواليس
5 رسم الخطة الرئيسة والخطط البديلة
6 تنفيذ المهمة 007
7 الصعود للهاوية
8 منير روفا في عمل درامي
9 المراجع
[تحرير]
تجنيده في الموساد
شعار الموسادتم تجنيده للعمل في الموساد عام 1965 كونه
احد طياري الميغ 21 المتقدمة في ذلك الحين فيما يعرف بالمهمة 007 للتشابه
الغريب مع احد افلام جيمس بوند Thanderball الذي انتج عام 1965 اي قبل
اختطاف الميغ بعام واحد حيث يتطرق الفلم لاختطاف طائرة قاصفة متطورة .لقد
دخلت طائرة الميغ 21 المنطقة على اثر اتفاق دول الاتحاد الثلاثي كل من
العراق ومصر وسوريا مع الاتحاد السوفيتي , فتمخض ذلك دخول طائرة الميغ 21
لاول مرة للمنطقة الشرق الأوسط عام 1965 . وكان من المؤمل ان يكون الاتحاد
المزمع اقامته بديلاً عن الجمهورية العربية المتحدة وكان من اهداف قيام
الاتحاد الوقوف بوجه "اسرائيل" لاسيما وان قادة الدول الثلاث جميعهم قد
اشتركوا بالحرب الفلسطينية الاولى عام 1948 وهم الرئيس جمال عبد الناصر
والرئيس عبد السلام عارف والرئيس امين الحافظ والرؤساء الثلاثة ينتمون الى
الطبقة العسكرية التي احدثت تغيرات كبيرة في بلدانها ولهم معتقداتهم
الثورية والوطنية والنزعة الوحدوية التي تنظر اليها "اسرائيل" بعداء يهدد
كيانها اذا ما اقيمت تلك الوحدة كما انهم ساندوا حركات التحرر العالمية
والعربية ضد الاستعمار والاحتلال بضمنها سياسات الولايات المتحدة , علاوة
على ذلك جميع هذه الانظمة تبنت الفلسفة الاشتراكية بشكل او اخر وهي صيحة
العصر الاقتصادية يومذاك الامر الذي تعده الولايات المتحدة والعالم الغربي
عامةً امر معادي لسياساتها واقتصادها المبني على الرأسمالية والاقتصاد
الحر , وكانت الدول العربية الثلاث تعتمد في سياساتها وتسليحها بشكل كبير
على الاتحاد السوفيتي الذي كان يدعم العرب في الوقت الذي فيه كانت
الولايات المتحدة تدعم "اسرائيل" كحلقة من حلقات سباق التسلح بين
المعسكرين الشرقي والغربي للسيطرة على مناطق نفوذ في العالم كل على حساب
الطرف الاخر.
[تحرير]
الخلفيات السياسية وسباق التسلح
عبد السلام عارف مع الزعيم السوفيتي خروشوف اثناء
التعاقد على الميغ 21جراء سياسة الحرب الباردة وسعي الدول الحثيث لامتلاك
افضل ما توصلت اليه تكنولوجيا السلاح تنفيذاً لسياسة سباق التسلح بين
العالمين الغربي والشرقي , تم اعتماد ميزانية ضخمة وصلت الى ستة مليارات
دولار لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية ، حصل من خلالها على
التكنولوجيا المتطورة العالية وتوظيف ما يزيد على 250 ألف موظف وعميل
انتشروا في سائر دول العالم وذلك لتحسين فاعلية الجهاز وقوة تأثيره بحيث
استطاع اسقاط الحكومات في جواتيمالا والكونغو وقبرص واندونيسيا وايران،
والتصفية الجسدية لرؤساء الدول والشخصيات المعارضة للسياسة الاميركية
الطامحة للحصول على مراكز نفوذ استراتيجي , حيث تم اغتيال رئيس
الدومينيكان رافائيل تروجيللو أمام قصر الرئاسة بوساطة حقائب دبلوماسية
مفخخة , واغتيال الرئيس الفييتنامي نجودين دييم بذات الوسيلة، ثم اغتيال
الرئيس الأمريكي نفسه جون كينيدي بتخطيط مازالت أسراره شبه مكتومة حتى
الآن، واغتيال كل من داعية الحقوق المدنية في اميركا مارتن لوثر كنج
والمناضل الارجنتيني تشي جيفارا وعشرات محاولات اغتيال الرئيس الكوبي فيدل
كاسترو , علاوة على اللغز المحير لمقتل الرئيس العراقي عبد السلام عارف
الذي سقطت الطائرة التي تقله في ضروف غامضة قبل اختطاف المقاتلة باقل من
سنة والذي اقنع بصعوبة الاتحاد السوفيتي لتسليح العراق بطائرة الميغ 21
المتطورة والقاصفة انتونوف وعدد من منظومات الدفاع الجوي والانذار المبكر
المتقدمة ,واغتيال الطيارين العراقيين المتخصصين بالطائرة المتقدمة ميغ 21
كل من النقيب شاكر محمود يوسف والنقيب محمد غلوب والملازم الاول حامد
الضاحي بالتنسيق مع الموساد "الاسرائيلي" اضافةً الى تصفية العلماء
المشتغلين في مجال التسليح والتصنيع العسكري والحربي والمفكرين المشتغلين
في مجال مناهضة الامبريالية والهيمنة الغربية مثل عالمة الذرة المصرية
سميرة موسى عام ،1952 والكاتب المكسيكي المشهور إلما بويل بوينديا.
اما المخابرات البريطانية ومن خلال جواسيسها وشركات
النفط كأداة لتنفيذ السياسة البريطانية ففي تلك الفترة كانت تطمح لرد
اعتبارها على اثر الهزيمة المنكرة في العراق بعد الاطاحة بمصالحها
ورجالاتها في ثوره يوليو / تموز 1958 حيث كان العراق ورئيس الوزراء
والسياسي المخضرم نوري السعيد باشا يمثل قطب الرحى وعراب هذه السياسة في
الشرق الاوسط والمنطقة العربية . فربطت بريطانيا دول المنطقة الموالية لها
سياسيا واقتصاديا بحلف سمي حلف السنتو او حلف المعاهدة المركزية او مجازاً
حلف بغداد للوقوف امام المد الثوري والتحرري في المنطقة على اثر حركة
يوليو / تموز 1952 في مصر وحركة يوليو / تموز 1958 في العراق وحركة
سبتمبر/ ايلول 1962 في اليمن , وكذلك الوقوف امام التوجه الاميركي
المتعاظم في المنطقة العربية التي تعتبرها هي وفرنسا تركة لها بعد اتفاقية
سايكس بيكو التي منحت الامارات والولايات العثمانية صفة دولا مستقلة .
اما بدايات دخول المنطقة في سباق التسلح والتوازن
الاستراتيجي فيرجع الى عام 1955 حيث استورد عبد الناصر ولاول مرة الاسلحة
من المعسكر الاشتراكي اما عبد السلام عارف وكعسكري متمرس فكان يؤمن بضرورة
تنويع مصادر السلاح كي لا يتعرض الجيش للحصار او يتأثر بالمواقف السياسية
لهذه الدولة او تلك . وإستنادا الى ملفات الموساد فإن الاتحاد السوفيتي
بدأ بالتعاقد لتزويد الدول العربية بطائرات الميغ 21 الحديثة الى منطقة
الشرق الأوسط منذ عام 1961 وبحلول عام 1963 عندما تسلم مائير عاميت رئاسة
الموساد كانت طائرات الميغ 21 جزئا رئيسيا في قوات سلاح الجو في مصر و
سوريا و العراق وكانت عملية تزويد الطائرات الى تلك الدول محاطة بإجراءات
أمنية سوفيتية عالية لغرض عدم تسريب التكنولوجيا فقد إشترط السوفيت ان
يشرفوا على الإجراءات الأمنية وكان هناك غموض وفضول كبير في الغرب عن قدرة
و فعالية هذه المقاتلات الجديدة وحاول الموساد إختراق هذا الحاجز الأمني
الكثيف حول الطائرة الجديدة في العراق و مصر و سوريا ولكن محاولاتها نجحت
فقط في العراق [1].
[تحرير]
لماذا طائرة الميغ 21
طائرة الميغ 21 التي طار بها منير روفا في المتحف
الجوي الإسرائيليتتميز الميج 21 بانها من الطائرات المتقدمة في ذلك الوقت
فهي طائرة اسرع من الصوت تعمل بالبانزين الذي اعطاها ميزة السرعة والاقلاع
الخفيف في حين وقود الطائرات الاخرى عبارة عن مادة (RT) وهو نوع نظيف من
النفط الابيض الكيروسين .وتعد هذه الطائرة من طائرات القتال الجوي
لمناورتها العالية وقاصفة ذات احمال خفيفة علاوة على امكاتية اسنادها
للقطعات الارضية المشتبكة , حيث في الطائرات الاعتيادية الاخرى تتخصص
طائرة لكل مهمة من هذه المهام . وتتميز ايضاً طائرة المغ 21 عن باقي
الطائرات مثيلاتها بسرعة فائقة تقدر بحوالي 2062 كم في الساعة . ويمكنها
التحليق في دائرة مغلقة طولها 500 كلم، وبسرعة 1298 كلم في الساعة وفي
دائرة مغلقة طولها 100 كلم . وتبلغ السرعة القصوى للطيران المستوي 2375 كم
في الساعة , في حين كانت السرعة بمقدار النصف عند السكاي هوك في ذلك الوقت
و1،4 للفانتوم و1،5 للميراج . كما كانت قياسات الطائرة محيرة اذ بلغ عرض
اجنحتها المثلثة 7،60م وطول جسمها 16،75 وهذا ما لم يتوفر للطائرات
الأمريكية او الفرنسية او البريطانية العاملة في المنطقة وتحولت الى لغز
من الألغاز والأهم من ذلك كله ان كل هذه الميزات كانت موضوعة بين ايدي
الطيارين العرب المعروفين بامكانياتهم القتالية العالية فكانت كفة الميزان
السوقي والتعبوي متفوقة لدى العرب وتفتقد اليها "اسرائيل" من هنا كانت
الرغبة عارمة لكشف أسرارها عن كثب حيث اصبحت هدفا للسعي الأمريكي
والاسرائيلي لاختطاف احداها للوقوف على خفايا قوتها.