في البنوك الكبرى ، توجد خزائن خاصة تؤجر لكبار العملاء ،يحتفظون فيها بالمجوهرات الثمينة والمستندات المهمة . لذلك فإن هذه البنوك تصع للقاعات التي توجد بها مثل هذه الخزائن إجراءات أمن مشددة ، بالإضافة الى مراقبتها بدائرة تلفزيونية مغلقة . هذه الخزائن صغيرة الحجم وفي القاعة الواحدة توجد مئات الخزائن ولا تفتح كل خزينة الا بمفتاحين ،الأول مع مسؤول الخزائن في البنك ، وهو يفتح جميع الخزائن بشرط أن يتم الفتح بوجود المفتاح الآخر الموجود مع صاحب كل خزنة.
تلقى مفتش المباحث بلاغا خطيرا من البنك يفيد بأن حزنة أحد العملاء تعرضت للسرقة، إهتم بالبلاغ وبدأ تحرياته الواسعة التي شملت كل له صلة بهذه الخزائن.وجد أن نظام الحراسة والأمن يجعل من المستحيل ان يتمكن أحد الغرباء من دخول قاعة الخزائن وسرقتها ، ونتيجة للتحريات الواسعة والدقيقة التي قام بها ، توصل الى المعلومات التالية.
- خلال هذه الفترة لم يدخل غرفة الخزائن من العملاء سوى العميل الذي سرقت خزانته وعميل آخر.
- إن مواعيد العمل تنتهي عند الثانية ظهرا ، بعدها يدخل عامل النظافة لمدة 35 دقيقة ويتم إعلاق الباب خلفه حتى ينتهي من عمله ، ثم يفتش تفتيشا دقيقا عند خروجه .
- المسؤول عن الخزائن يترك المفتاح الرئيسي الذي يفتح كل الخزائن في درج مكتبه في الغرفة قبل أن يغادرها.
- العميل الذي سرقت خزانته يترك المفتاح الخاص بهذه الخزينة في بيته ، في مكان يعرفه خادمه الذي دلت التحريات أنه قام بتحويل مبلغ كبير الى الخارج .
- العميل الثاني الذي فتحت خزانته خلال الأريعة الأيام الأخيرة ، كان مدينا بمبالغ ضخمة للبنوك وشركاته مهددة بالإفلاس ، عرف أنه سدد جانبا كبيرا من هذه الديون بالأمس .
ربط المفتش هذه الخيوط معا ووضع تصورا على النحو التالي:
- الشخص الوحيد الذي يدخل الغرفة وحده ويبقى بها 35 ودقيقة هو عامل النظافة في إمكانه أن يفتح درج الموظف المسؤول عن الخزائن ويسرق مفتاحه ، بشرط ان يكون قد إتفق مع خادم العميل الذي سرقت خزانته ليخصل على نسخة مقلدة للمفتاح، إقتنع مفتش المباحث بهذا التصور لكن بقي أمر واحد , إذا كان عامل النظافة هو الذي سرق الخزينة فكيف خرج بالمجوهرات؟ رغم أنه يفتش تفتيشا دقيقا عند خروجه.
هل يمكن أن تساعد مفتش المباحث في التوصل الى إيجابة عن هذا السؤال؟